الجمعة، 16 يونيو 2017

بين الإتقان والسعي للكمال


قرأت اقتباساً للموسيقار الإيطالي فيردي - Verdi يقول فيه: "سعيت طوال حياتي - كموسيقيَ - للكمال، إلا أنني لم أنله أبداً. لذلك كان لزاماً علي أن أقوم بمحاولة أخرى." يقصد فيردي أن سعيه الدؤوب للكمال هو ما دفعه دوماً لأن يستمر ولا يتوقف عن المحاولة، حتى نتج عن ذلك أن يكون أحد أعظم موسيقيي الأوبرا في تاريخنا ويقدم لنا أعمالاً مثل أوبرا عايدة وعطيل.
قد يرى البعض أن السعي للكمال أو perfectionisim هو أمر مبالغ فيه، فلا شيء يستحق أن تبذل به فوق طاقتك بينما قد يكون "جيداً" بالحقيقة. الأشخاص الذين يسعون للكمال هم في شغل دائم، فلا يرضيهم الجيد والاعتيادي، بل يبذلون ما يفوق قصارى جهدهم رغبة في الوصول لهدفهم. أن تكون في حالة من عدم الرضا عما تقوم به يعني أن تدفع بنفسك لأن تكرره مرات حتى يصل بنظرك إلى حد الكمال - أو أقرب ما يكون إليه. هذا الأمر محمود طالما أن يكون دافعاً للنجاح وشحذاً للهمم، لا أن يهوي بصاحبه في دوامة القلق النفسي.
برأيي أن الإتقان في العمل يشبع الرغبة في الوصول للكمال. حيث أن إتقان الشخص لعمله يعني أنه اهتم بجميع وأدق تفاصيله ولم يتمه حتى وصل لمستوىً يماثل الجهد المبذول فيه. لا شيء كامل في هذه الحياة سوى رب هذه الحياة، إلا أن العمل المتقن من الأعمال المحببة إليه سبحانه ذو الكمال المطلق.
من أدعية الإتقان المحببة إلي كان دعاء العزيزة رئيستي في العمل سابقاً: "اللهم أعنّا على أداء أعمالنا كما تحب ربِّ وترضى" 💗 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق